السؤال س: ما هو فضل الزكاة وما حكم تاركها؟
الاجابـــة ورد في فضلها حصول البركة وكثرة الخير وتواصل الرزق من الله تعالى، وهذا يعم جميع أنواع الطاعات كالصلاة والصيام والزكوات والصدقات، فإن الله تعالى يدفع بها النكبات ويرفع بها العقوبات ويضاعفها أضعافًا كثيرة، كما قال تعالى: وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وقال تعالى: مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ والمضاعفة كثرة الأجر والجزاء، وفي آية أخرى: فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ أي يغني من يشاء ويفقر من يشاء، وأما من تركها فإن كان جاحدًا لوجوبها فإنه يكفر لأنه أنكر ركنًا من أركان الإسلام، لأنها قرينة الصلاة في كتاب الله، وقد قاتل الصحابة رضي الله عنهم مانعي الزكاة وقال أبو بكر رضي الله عنه: (( والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة فإن الزكاة حق المال والله لو منعوني عناقًا كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها ))، وقد دل على ذلك من القرآن قول الله تعالى: فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ إلى قوله تعالى: فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ وقال النبي صلى الله عليه وسلم: أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دمائهم وأموالهم إلا بحقها وأما من منعها بخلا فقد ورد في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم فيمن منعها: فإنا آخذوها وشطر ماله عزمة من عزمات ربنا فإذا كان يعترف بفرضيتها لكنه منعها بخلا فللإمام قتاله عليها وتعزيره ولو بأخذ شطر ماله عقوبه له وزجرًا لأمثاله، لكن إذا ادعى في الأموال الخفية كالنقود وعروض التجارة أنه أخرجها بنفسه قبل منه ذلك وأما الأموال الظاهرة كالحبوب والثمار وبهيمة الأنعام فيلزمه دفعها إلى الإمام أو نائبه إذا طلبت منه، فإن وكل في تفريقها فعليه مخافة الله، ويلزمه أداؤها إلى مستحقيها أو توكيل من يفرقها، ولا يجوز له المحاباة فيها.